فصل: (سورة ق: آية 36):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



كما يجوز أن يكون الظرف نعتا للنكرة الموصوفة و{عتيد} خبرا. وأجاز الزمخشري أن يكون بدلا من (ما) أو خبرا بعد خبر أو خبرا لمبتدأ محذوف.
(22) {حديد}: صفة مشبّهة من (حدّت السكين) باب ضرب، وزنه فعيل بمعنى فاعل، واستعمل في الآية على المجاز.

.البلاغة:

الكناية: في قوله تعالى: {فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ}.
كناية عن الغفلة كأنها غطّت جميعه أو عينيه فهو لا يبصر شيئا، فإذا كان يوم القيامة تيقظ وزالت الغفلة عنه فيبصر ما لم يبصره من الحقّ.

.[سورة ق: الآيات 24- 26]:

{أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلهًا آخَرَ فَأَلْقِياهُ فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ (26)}.

.الإعراب:

{في جهنّم} متعلّق بـ {ألقيا}، {الخير} مجرور لفظا بلام التقوية منصوب محلّا مفعول به لمنّاع، {الذي} موصول في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة ألقياه، {مع} ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعل (الفاء) زائدة في خبر الموصول لشبهه بالشرط {في العذاب} متعلّق بـ {ألقياه}..
جملة: {ألقيا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {الذي جعل} لا محلّ لها استئنافيّة مقررة لمضمون ما سبق.
وجملة: {جعل} لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: {ألقياه} في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذي).

.الصرف:

{منّاع}، صيغة مبالغة للثلاثيّ منع، وزنه فعّال بفتح الفاء والعين المشدّدة.

.[سورة ق: آية 27]:

{قال قَرِينُهُ رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ وَلكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (27)}.

.الإعراب:

{ربّنا} منادى مضاف منصوب {ما} نافية (الواو) عاطفة {لكن} للاستدراك لا عمل له {في ضلال} متعلّق بخبر كان جملة: {قال قرينه} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {النداء} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {ما أطغيته} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {كان في ضلال} لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.

.[سورة ق: الآيات 28- 30]:

{قال لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (28) ما يُبَدَّلُ الْقول لَدَيَّ وَما أَنَا بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (29) يَوْمَ نَقول لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقول هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30)}.

.الإعراب:

{لا} ناهية جازمة {لديّ} ظرف مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بـ {تختصموا}، (الواو) حالية {قد} حرف تحقيق {إليكم} متعلّق بـ {قدّمت}، {بالوعيد} متعلّق بمحذوف حال من فاعل قدّمت أو من مفعوله المقدّر.
جملة: {قال} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لا تختصموا} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {قدّمت} في محلّ نصب حال.
29- {ما} نافية {لديّ} مثل الأول متعلّق بـ {يبدّل}، (الواو) عاطفة {ما} نافية عاملة عمل ليس {ظلّام} مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (اللام) زائدة للتقوية {العبيد} مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به لظلّام.
وجملة: {ما يبدّل القول} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: {ما أنا بظلّام} لا محلّ لها معطوفة على جملة ما يبدل.
30- {يوم} ظرف زمان منصوب متعلّق بـ {ظلّام} {لجهنّم} متعلّق بـ {نقول}، {هل} حرف استفهام في الموضعين {مزيد} مجرور لفظا بمن مرفوع محلّا مبتدأ خبره محذوف أي هل هناك مزيد.
وجملة: {نقول} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {هل امتلأت} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {تقول} في محلّ جرّ معطوفة على جملة نقول.
وجملة: {هل من مزيد} في محلّ نصب مقول القول.

.الصرف:

{مزيد} مصدر ميميّ من الثلاثيّ زاد زنة مفعل بفتح الميم وكسر العين- على غير القياس- ثمّ طرأ عليه الإعلال بالتسكين فنقلت حركة عينه إلى فائه وسكنت العين. ويجوز أن يكون اسم مكان من الثلاثيّ زاد.

.البلاغة:

التمثيل: في قوله تعالى: {يَوْمَ نَقول لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقول هَلْ مِنْ مَزِيدٍ}.
سؤال وجواب، جيء بهما على منهاج التمثيل والتخييل، لتهويل أمرها والمعنى أنها- مع اتساعها وتباعد أقطارها- تطرح فيها من الجنّة والناس فوجا بعد فوج حتى تمتلئ أو أنها من السعة، بحيث يدخلها من يدخلها، وفيها بعد محلّ فارغ، أو أنها لغيظها على العصاة تطلب زيادتهم.
وهذا من جمال وروائع التخييل الحسيّ، والتجسيم لجهنم، المتغيظة والنهمة التي لا تشبع، وقد تهافت عليها أولئك الذين كانوا يصمّون في دنياهم آذانهم عن الدعوة إلى الهدى، ويصرون على غيّهم ولجاجهم.

.الفوائد:

- الجملة الواقعة في محلّ جرّ بالإضافة..
ورد في هذه الآية قوله تعالى: {يَوْمَ نَقول لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقول هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} فجملة (نقول) في محلّ جرّ بالإضافة لوقوعها بعد الظرف، وسنوضح فيما يلي ما يتعلق بهذه الجملة، فلا يضاف إلى الجملة إلا ثمانية:
1- أسماء الزمان: كقوله تعالى: {وَالسلام عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ} وقوله تعالى: {لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ يَوْمَ هُمْ} بارِزُونَ ومن أسماء الزمان ثلاثة إضافتها إلى الجملة واجبة: (إذ) باتفاق، و(إذا) عند الجمهور، و(لما) عند من قال باسميتها.
2- حيث: وتختص بذلك عن سائر أسماء المكان، وإضافتها إلى الجملة واجبة، ولا يشترط لذلك كونها ظرفا، وذلك كقوله تعالى: {وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ}.
3- آية بمعنى علامة: فإنها تضاف جوازا إلى الجملة الفعلية المتصرف فعلها، مثبتا أو منفيا بما، كقول الشاعر:
بآية يقدمون الخيل شعثا ** كأنّ على سنابكها مداما

وقوله:
ألكني إلى قومي السلام رسالة ** بآية ما كانوا ضعافا ولا عزلا

الاك: أبلغ والبيت لعمرو بن شأس.
4- (ذو) في قولهم: اذهب بذي تسلم والباء في ذلك ظرفية، وذي صفة لزمن محذوف. ثم قال الأكثرون هي بمعنى صاحب، فالموصوف نكرة، أي اذهب في وقت صاحب سلامة أي في وقت هو مظنة السلامة.
5- لدن، و6- ريث، فإنهما يضافان جوازا إلى الجملة الفعلية التي فعلها متصرف، ويشترط كونه مثبتا، بخلافه مع آية.
فأما لدن، فهي اسم لمبتدأ الغاية، زمانية كانت أو مكانية، ومن شواهدها قول الشاعر:
لزمنا لدن سألتمونا وفاقكم ** فلا يك منكم للخلاف جنوح

وأما ريث، فهي مصدر راث إذا أبطأ، وعوملت معاملة أسماء الزمان في الإضافة إلى الجملة، كما عوملت المصادر معاملة أسماء الزمان في التوقيت، كقولك جئتك صلاة العصر.
قال الشاعر:
خليلىّ رفقا ريث أقضى لبانة ** من العرصات المذكرات عهودا

7 و8- (قول) و(قائل): كقول الشاعر:
قول يا للرجال ينهض ** منا مسرعين الكهول والشبانا

وقول الشاعر:
وأجبت قائل كيف أنت بصالح ** حتى مللت وملّني عوّادي

.[سورة ق: الآيات 31- 35]:

{وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33) ادْخُلُوها بِسَلامٍ ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَلَدَيْنا مَزِيدٌ (35)}.

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة {للمتّقين} متعلّق بـ {أزلفت}، {غير} ظرف مكان قام مقام الظرف المقدّر أي مكانا غير بعيد فهو صفته.
جملة: {أزلفت الجنّة} لا محلّ لها استئنافيّة.
32- 34- {ما} موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ {هذا}، والعائد محذوف، و(الواو) في {توعدون} نائب الفاعل {لكلّ} بدل من المتقين بإعادة الجارّ {من} اسم موصول في محلّ جرّ بدل من {كلّ}، {بالغيب} حال من الرحمن أي غائبا {بقلب} حال من فاعل جاء {بسلام} حال من فاعل ادخلوها..
{يوم} خبر المبتدأ (ذلك)، والإشارة إلى زمان الدخول.
وجملة: {هذا ما توعدون} لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: {توعدون} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: {خشي الرحمن} لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: {جاء} لا محلّ لها معطوفة على جملة خشي.
وجملة: {ادخلوها} في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر مستأنف.
وجملة: {ذلك يوم} لا محلّ لها اعتراضيّة.
{لهم} متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر {ما} والعائد محذوف {فيها} متعلّق بـ {يشاءون} (الواو) عاطفة {لدينا} ظرف مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ {مزيد}.
وجملة: {لهم ما يشاءون} في محلّ نصب حال من فاعل ادخلوها وفيها التفات أي لكم ما تشاؤون فيها.
وجملة: {يشاءون} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: {لدينا مزيد} في محلّ نصب معطوفة على جملة لهم ما يشاءون.

.الصرف:

(34) {الخلود}: مصدر سماعيّ لفعل خلد باب نصر بمعنى دام، وزنه فعول بضمّتين.

.البلاغة:

الثناء البليغ: في قوله تعالى: {مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ}.
حيث قرن بالخشية اسمه الدال على سعة الرحمة، وذلك للثناء البليغ على الخاشي، وهو خشيته مع علمه أنه واسع الرحمة، كما أثنى عليه بأنه خاش، مع أن المخشي منه غائب. ونحوه {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} فوصفهم بالوجل مع كثرة الطاعات. وصف القلب بالإنابة وهي الرجوع إلى اللّه تعالى، لأن الاعتبار بما ثبت منها في القلب.

.[سورة ق: آية 36]:

{وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ (36)}.

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة {كم} خبريّة لفظ مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم {من قبلهم} متعلّق بـ {أهلكنا} {من قرن} تمييزكم {منهم} متعلّق بـ {أشدّ} {بطشا} تمييز منصوب (الفاء) عاطفة {في البلاد} متعلّق بـ {نقّبوا}، {هل} حرف استفهام {محيص} مجرور لفظا بمن الزائدة مرفوع محلّا مبتدأ، والخبر محذوف تقديره لهم.
جملة: {أهلكنا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {هم أشدّ} في محلّ جرّ نعت لقرن.
وجملة: {نقّبوا} في محلّ جرّ معطوفة على جملة هم أشدّ.
وجملة: {هل من محيص} لا محلّ لها استئنافيّة.

.[سورة ق: آية 37]:

{إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37)}.

.الإعراب:

{في ذلك} متعلّق بمحذوف خبر إنّ (اللام) لام التوكيد (ذكرى) اسم إنّ منصوب {لمن} متعلّق بـ (ذكرى)، {له} متعلّق بخبر كان (أو) حرف عطف (الواو) حاليّة.
جملة: {إنّ في ذلك لذكرى} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كان له قلب} لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: {ألقى السمع} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {هو شهيد} في محلّ نصب حال.

.[سورة ق: الآيات 38- 42]:

{وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ (38) فَاصْبِرْ عَلى ما يَقولونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ (40) وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (41) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42)}.

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة {لقد خلقنا} مرّ إعرابها، (الواو) عاطفة في الموضعين {ما} موصول في محلّ نصب معطوف على السموات {بينهما} ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما {في ستّة} متعلّق بـ {خلقنا}، (الواو) حاليّة.